برز تأثير التكنولوجيا على سوق العقارات في الإمارات بعدّة جوانب أساسيّة، ساهمت بدعم القطاع العقاري بما فيها تبسيط آلية البحث عن العقارات. كذلك تعزيز عمليات الكشف على العقار من خلال الجولات الافتراضية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
- ليس هذا وحسب، بل سعت الثورة التكنولوجيّة المعاصرة إلى تعزيز سوق العقارات الإماراتي ودفع عجلته نحو النّموّ والازدهار عبر تسريع إجراءات المعاملات العقاريّة ووضع تحليل مباشر ودقيق للبيانات التي تساعد العملاء من مشترين وبائعين على اتخاذ قراراتٍ صائبةٍ مربحة على المدى البعيد.
لكن كيف توضّحَ أثر التكنولوجيا على سوق العقارات في الإمارات، وما هي التحولات والابتكارات المتبعة في هذا السياق؟ هذه الاستفسارات وغيرها سنجيب عنها بشكل مفصّل من خلال هذا المقال، كما نسلّط الضوء أكثر على أحدث الاستراتيجيات التقنية ودورها الفعّال في تطوير قطاع العقارات الإماراتي والمضي به نحو الأمام دوماً.
تأثير التكنولوجيا على سوق العقارات الإماراتي
أحدثت التكنولوجيا المعاصرة ثورةً كبيرة في قطاع العقارات الإماراتي، فبعد أن كان يسير ببطءٍ في مجال الاستثمار العقاري واستقطاب المستثمرين، بدأ يتسارع نحو دعم الخطط الاستثمارية وفرض وجود سوق العقارات محليّاً وعالميّاً. وذلك بفضل الاعتماد على أحدث التقنيّات المستخدمة في المجال العقاري.
- هذا ومن المتوقّع أن يشهد سوق العقارات الإماراتي، نموّاً متزايداً سنوياً بمعدّل نموٍّ مركب قدره حوالي 3% بدءاً من عام 2023 ومستمراً لغاية عام 2033. خاصّةً مع التوجه الحكومي لتعزيز دور التكنولوجيا في المشاريع العقارية، ممّا يساهم في جعل الإمارات بيئةً خصبةً للتطوّر التّكنولوجي المتنامي في إنشاء وتشييد العقارات والتّسويق لها أيضاً.
شاهد أيضاً:
استثمار العقارات في الامارات وأفضل فرص الاستثمار في دبي لعام 2024
فلل و عقارات قد تعجبك:
تغير تجربة البحث والشراء للمستثمرين والمشترين في الإمارات باستخدام التكنولوجيا
ساهمت التكنولوجيا في تغيير تجارب العملاء والمستثمرين في البحث والشراء، وبالتالي تغيير واقع سوق العقارات في الإمارات وذلك من خلال اتباع ما يلي:
- استخدام التقنيات الحديثة الرّقميّة التي ساعدت على توفير عروضٍ متنوّعةٍ من العقارات المتاحة للبيع.
- إمكانية البحث الدّقيق والعثور السّريع والميّسر على العقار المطلوب، سواء للبيع أو الشراء.
- استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعيّ وإنترنت الأشياء للحصول على تقييم مباشر للعقار وبدقّة عالية.
- حساب الأرباح المتوقّعة إلكترونيّاً، لا سيّما في مجال الاستثمار في العقارات بقصد البيع أو الإيجار.
- الحصول على استشاراتٍ عقاريةٍ مجانيّة عبر وسائل الذّكاء الاصطناعي.
- فحص العقار عن بعد من خلال الجولات الافتراضية وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز.
كيف يؤثر استخدام التكنولوجيا في تسويق العقارات في الإمارات
تأثير التكنولوجيا على سوق العقارات في الإمارات من خلال الاعتماد على الأدوات التقنيّة التالية:
التسويق عبر المنصات العقارية الإلكترونية
كان لظهور المواقع العقارية الإلكترونيّة، دوراً كبيراً في تعزيز التسويق للعقارات المعروضة للبيع والشراء والإيجار. إذ ساهمت بتوفير وقت وجهد العميل الذي يبحث عن طلبه في شراء أو بيع أو إيجار عقارٍ بمواصفاتٍ محدّدة، كما ساعدته في إيجاد طلبه بكلّ مصداقيةٍ وبأسرع وقتٍ وأقلّ تكلفة. وهذا انعكس إيجاباً على تزايد عمليات استثمار العقارات في الإمارات وجذب المستثمرين والعملاء من مختلف أنحاء العالم عبر الإنترنت.
الجولات الافتراضية العقارية وتقنيات الواقع المعزز والافتراضي
سعت التكنولوجيا المعاصرة إلى طرح تقنيات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR لتحريك ودعم سوق العقارات الإماراتي. إذ ساهمت هذه التقنيات في تغيير أسلوب عرض المنازل، للبيع أو الإيجار، كما عمقّت نظرة العميل للعقار وجعلتها أكثر موثوقية. لا سيّما من خلال أخذ العميل في جولةٍ افتراضية للكشف على العقار عن بعد دون تكلّف عناء الحضور المباشر لموقع العقار. وهذا ما أدّى إلى الترويج الصحيح للعقارات وجعل عمليات البيع والشراء أسهل وأكثر مصداقية.
الترويج من خلال تطبيقات الجوال الذكية
تعتبر تطبيقات الهاتف المحمول، مهمّةً جدّاً في تسهيل آلية التسويق للعقارات. إذ يمكن من خلالها البحث عن العقار المطلوب، سواء منزل أو مكتب أو أرض والتواصل مع أصحاب العقارات عبر الرّسائل الصوتية ومكالمات الفيديو والدردشة الإلكترونية حتى يتم التوصّل إلى اتفاقٍ بين الطرفين.
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
حقّقت دولة الإمارات العربية المتحدة تطوّراً ملحوظاً من خلال استخدام منصّات التواصل الاجتماعي في القطاع العقاري والتسويق لمختلف العقارات بطريقةٍ رقميّةٍ مباشرة وغير مكلفة. وذلك عبر منصّات الفيسبوك والانستغرام والتويتر التي سهّلت التواصل بين المالك والعميل وسرّعت إجراءات البيع والشراء والإيجار للعقارات المتاحة.
التسويق العقاري عبر أدوات الذكاء الاصطناعي
برز دور الذّكاء الاصطناعي من خلال تطوير آلية الوساطة العقارية في الإمارات، إذ تساعد أدوات الدردشة الذكيّة في الإجابة الفورية على تساؤلات العملاء وفهم متطلباتهم بدقّةٍ وموضوعية. وقد بدأت العديد من الشركات العقارية في اعتماد تجربة chatbots في عملها والترويج للعروض العقارية المتاحة من خلالها، بحيث توفر بذلك وقت وجهد العميل.
الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتأثيرهما في تحويل سوق العقارات في الإمارات
عزّز الذّكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي تأثير التكنولوجيا على سوق العقارات الإماراتي من خلال ما يلي:
- تساعد خوارزميات الذّكاء الاصطناعي العملاء في البحث عن العقار المطلوب من خلال معالجة أحجام هائلة من البيانات الخاصة بهذا الغرض.
- تعطي أدوات الذكاء الاصطناعي توقّعاتٍ دقيقة عن تقييم العقارات واتجاهات السوق الإماراتية.
- يسمح الواقع الافتراضي بالكشف على العقار والتنقّل بداخله من خلال الخصائص ثلاثية الأبعاد، وهذا يمنح العميل رؤية واقعيّة ويحفزه على اتخاذ القرار المناسب في شراء أو استئجار العقار.
- تساهم خوارزميات الذّكاء الاصطناعي في تحليل المنافسين في السوق العقارية والتسويق للعقارات بطريقةٍ مدروسة ومخصّصة، بما بفيد في إنشاء حملات إعلانية موجهة للجمهور المستهدف.
كيف تسهّل التقنية عملية شراء وبيع العقارات الفاخرة؟
تساعد التكنولوجيا في تسهيل عمليّة شراء وبيع العقارات الفاخرة من خلال ما يلي:
- استخدام المنصّات الإلكترونيّة العقارية والبحث من خلالها على العروض الإعلانية للعقارات المتاحة للبيع والشراء.
- كذلك التواصل مع المواقع الإلكترونية وطلب مساعدتها في العثور على العقار المناسب للشراء.
- الكشف على العقار من خلال تقنيات الذّكاء الاصطناعي والجولات الافتراضية.
- التواصل مع صاحب العقار عبر الموقع الإلكتروني أو من خلال تطبيقات الجوال الذكيّة لإتمام إجراءات البيع والشراء بكلّ سهولةٍ وسرعة. وهذا ما يعزّز دور التكنولوجيا في سوق العقارات الإماراتي.
شقق قد تعجبك:
التصوير الجوي للعقارات باستخدام الطائرات بدون طيار
انتشرت مؤخّراً تقنيّة التصوير الجوي باستخدام الطائرات بدون طيار كإحدى تطبيقات استخدام التكنولوجيا في دعم سوق العقارات في الإمارات. إذ تزوّد الطائرات بدون طيار بكاميرات عالية الدّقة، للمساعدة في أخذ صور جوية للعقار من كافة الزوايا وبالأبعاد الصحيحة.
- وقد ساعدت هذه التقنية العملاء المشترين في الكشف على العقار عن بعد وبطريقةٍ افتراضية، كذلك اكتشاف المنطقة المحيطة بالعقار والمرافق الخدمية والترفيهية المجاورة له. وهذا يدعم تجربة العميل ويعزّز من تصوره للعقار، كما يزيد من رغبته في شرائه بعد الاقتناع بمواصفاته وميزاته الإنشائيّة والتّصميميّة.
تأثير التطبيقات الهاتفية والمنصات الرقمية في تسهيل الإجراءات العقارية في الإمارات
تعدّ تطبيقات الجوال والمنصّات الرّقميّة من أدوات التكنولوجيا المستخدمة في سوق العقارات الإماراتي، ويظهر تأثيرها في تسهيل المعاملات العقارية من خلال ما يلي:
- مساعدة العميل في رحلة بحثه عن العقار الذي يرغب بشرائه أو إيجاره، أو بالعكس مساعدة صاحب العقار في الوصول إلى العميل المناسب لشراء أو استئجار عقاره المعروض ضمن المنصّة الرّقميّة.
- التواصل بين العميل والمالك عبر الموقع الإلكتروني حتى التوصّل إلى اتفاق مناسب.
- استخدام المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو الهاتفية لتحقيق أفضل تواصل بين صاحب العقار والعميل.
آخر التقنيات المستخدمة في سوق العقارات الحديثة في الإمارات
إنّ أحدث تطبيقات التكنولوجيا المستخدمة في سوق العقارات في الإمارات هي كالتالي:
- الذّكاء الاصطناعي والروبوتات الذكيّة.
- الحوسبة السحابية في إدارة البيانات العقارية.
- تقنيات إنترنت الأشياء IOT.
- تقنية المنازل الذكيّة.
- الواقع الافتراضي والواقع المعزّز.
- تقنيّة البلوكتشين.
- تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
تأثير التكنولوجيا في مستقبل سوق العقارات الإماراتي
ساهمت التكنولوجيا المستخدمة في سوق العقارات في الإمارات في تطوير القطاع العقاري بشكلٍ كبير خلال الآونة الأخيرة. كما من المتوقّع استمرار استخدام التقنيات الذكيّة في قطاع العقارات الإماراتي خلال الأعوام القادمة. وذلك بالتزامن مع خطّة الحكومة الإماراتية لتصدّر الإمارات مكانةً عالميّة متقدّمة، لا سيّما مدينة دبي لتصبح إحدى أهم المدن الذكيّة في العالم. وبالتالي سيزداد الطلب على العقارات الذكية في الإمارة وهذا بدوره سيحفّز حركة الاستثمار المحلي والأجنبي غالباً.
مع نهاية سطور مقالنا حول تأثير التكنولوجيا على سوق العقارات في الإمارات: الابتكارات والتحولات الحالية، لا يسعنا إلّا الإشادة بأهمية التقنيات الحديثة المستخدمة في القطاع العقاري الإماراتي والتي ساهمت بدفع عجلة السوق العقارية باتجاه النّموّ والتقدّم الدائم، لتواكب كبرى أسواق الدّول المتقدمة حول العالم.